تغيب الشمس على استحياء، مودعة الأفق الجميل، تودعه بلهفة وخجل، وكأنها تريد أن تقول
له بأنها لا تطيق الوداع، فتنتشي السماء بحمرة الخجل، وتخبرنا خطوط الشفق الأحمر بمقدار
الشوق الذي في قلب الشمس، وكأنها تختصر في لحظة الغروب، كل الشوق الذي في قلوب
البشر،
فينسحب النور معها، وتبدأ خطوط الظلام بالتسلل نحو الدنيا.
تزداد دهشة الغروب حين تعلو الشمس البحر؛ حينها لا يمكن للمتذوقين إلا إدراك أدق
ذرات الجمال ووصفوها، فيا له من منظر عظيم يسحر النظر، فحين تنعكس أشعة الشمس
الغاربة على موجات البحر التي تروح وتجيء، وتتحول زرقة البحر إلى مرايا، تعكس أسمى
آيات الجمال، وتروح الشمس وراء الغيوم التي تتلقفها بعد المغيب، وتنسحب نحو أسفل البحر،
إلى تلك الزاوية البعيدة عن كل العيون.
بخاف من الغروب
الغروب يخوف
شكل الغروب يخوف